لا
يختلف اثنان عاقلان ان مسألة التحكيم في الدوري اللبناني اصبحت
مشكلة لا يجوز التغاضي عن ايجاد حل لها لا يقتل الديب ولا يفنى
الغنم. بمعنى ان يتحمل الاتحاد والناديان المتباريان بدل اتعاب
طاقم "التحكيم المستورد" مناصفة هكذا بكون الاتحاد من جهته
قد سحب "سجادة القيل والقال" من تحت اقدام حاملي الاقلام السوداء،
نافخي السم الزعاف الذين كانوا الى وقت غير بعيد يلبسون وجه
الحقيقة قناع الباطل في مقالاتهم الدسمة بالتجبل والتهليل، والتي
بقيت لسنوات تمجد سياسة الاتحاد السابق وتقدس حرمة "لجنة التحكبم"
وتبخر قراراتها وقدرات الدائرين في فلكها بمسك الكلام وعنبره وهم
انفسهم من شن حربا" ضروسا" لاهوادة فيها ضد كل من نادى برفع
الهيمنة والتسلط عنها واعتماد الثواب والعقاب طريقة مثلى في تصويب
مسار "قاضي المستطيل الاخضر" وتحصينه معنويا" وثقافيا" وماديا" حتى
لا يقع في المحظور ويؤدي بلعبة كرة القدم الى قاع الهاوية
وللامانة اننا نقف الى جانب المطالبين بوضع حد فوري لما يحدث في
ملاعبنا من اخطاء وهرطقات تحكيمية لا تركب على قوس قزح ونشد على
ايادي المنادين بضرورة انقاذ الموسم الكروي الحالي بأقل ضرر ممكن
رأفة باللعبة ورحمة بلاعبيها وتقديرا" للجماهير التي لا تزال
تتوافر متحدية الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد لا غاية
لها سوى اشباع هواية احبتها واخلصت من اجلها
لكن....وللاسف الشديد بدأنا نقرأ كتابات نعت كرة القدم واهلها
وراحت تؤكد الفشل مسبقا" ووجد اصحابها في حلقة التحكيم الاضعف
ضالتهم المنشودة فأقاموا الدنيا واقعدوها وصبوا جام غضبهم على قادة
اللعبة للنيل من مسيرة اللجنة العليا من قناة "التحكيم" وكأن
التحكيم بعناصره ومستواه حدث طارئ وليس امرا" واقعا" اكتوت غالبية
الاندية بنيرانه طوال ستة عشر عاما" لم يجرؤ من يتعالى صوته اليوم
النطق بكلمة واحدة إبداء" للرأي او عملا" بنصيحة خوفا" او ارتهانا"
وانما تدافع كل منهم ليحجز مكانا" له لحضور مسرحية "القردة
الثلاثة" الاخرس والاعمى والاصم
ايها الغيارى على لعبة كرة القدم تعلمون ان باب الحوار والتشاور مع
اعضاء الاتحاد مفتوح على مصراعيه للموالي والمعارض على حد سواء
وبامكانكم طرح افكاركم وابداء تحفظاتكم وعرض الحلول المناسبة
لتحسين واقع التحكيم وجها" لوجه ولن تكونوا قطعا" احرص على
"اللعبة" من اهل البيت الذين ناقشوا على مدى ساعة مع ممثلي الاندية
مشكلة اعترف الجميع بوجودها وبضرورة وضع الخطط الآنية والمستقبلية
لها مع التأكيد على اكمال مشوار البطولة بما تيسر من الحكام دعما"
لهم وتجديد الثقة بهم والاستعانة بحكام من الخارج اذا لزم الامر
ايها الزملاء
لم تعد قضية التحكيم خافية على احد فلا تجعلوا منها شرارة تتحول
بفعل رياح انتقاداتكم الهوجاء نارا" ستأكل أخضر لعبة كرة القدم
ويابسها حينها سنترحم على معشوقة الجماهير ونلبس توب الحداد على
جثتها الهامدة