لم يكن أحد ليتصور أن رياضة كرة القدم يمكن أن تتطور في بلد ذو إمكانيات صغيرة كلبنان. ولم يتصور أحد أن يطرق أحد اللاعبين اللبنانيين يوماً ما أبواب الاحتراف في القارة العجوز - أوروبا. لذا فإن محترف نادي فرايبورغ الألماني رضا عنتر دخل تاريخ كرة القدم اللبنانية من أوسع أبوابه باعتباره أول لاعب لبناني يحترف فعلياً في أوروبا وفي دوري قوي كالبوندسليغا.
يمكنني القول بدون أي شك بأن الإعلام الألماني أبدى اهتماما برضا عنتر أكثر مما أبداه أبناء وطنه. وبدا ذلك جلياً في تصريح مدرب فرايبورغ لصحيفة محلية, حيث أبدى فولكر فينك إعجابه برضا مقارناً إياه بقائد فرايبورغ في عصره الذهبي ليفان كوبياشفيلي (كوبي). لذا, لقد تمنيت أن تعطي وسائل الإعلام اللبنانية رضا عنتر حقه الذي يستحق أو على الأقل أن تبدي اهتماما كالذي أبدته بالسيراليوني محمد كالون والذي كانت انطلاقته من لبنان إلى العالمية.
لذلك، مع العودة القوية لرضا في مباراة الأحد الفائت ضد فريق بوخوم وتسجيله لثلاثية جميلة افتتح بها مشواره الرسمي مع فريق فرايبورغ كان لفوتبول آسيا هذا اللقاء مع المحترف اللبناني ذو الثلاث والعشرين ربيعاً.
- كيف كان شعورك بعد عودتك إلى الملاعب مرة أخرى وتسجيلك هاتريك في أول مباراة لك مع فرايبورغ في الدوري؟
- كان شعوراً رائعاً بعد مرور 11 شهر بدون لعب أي مباراة. فعندما أعلن المدرب التشكيلة التي ستبدأ المباراة ضد بوخوم كنت مسروراً للغاية. لذا كان كل ما أفكر به هو أن التركيز على المباراة لتقديم مستوى جيد خصوصاً أنها أول مباراة لي وكان الجمهور يترقب أول ظهور لي مع الفريق والحمد لله توفقت وسجلت ثلاثة أهداف.
- ما هو شعورك بعد تسجيلك أول فوز مع فرايبورغ حيث جاء هذا الفوز في أول مباراة تشارك بها منذ البداية؟
- بعد عدة مباريات على دكة الإحتياط، كنت متحمساً للظهور بمستوى مشرف. فرايبورغ فريق رائع حيث أنه هنالك 28 لاعب ذو مستوى رفيع. لذلك فعند إصابة أحد اللاعبين فإن المدرب يجد البديل الجاهز دائماً. هذه الصفة تميز فريق فرايبورغ لذلك كنت سعيداً جداً بلعب أول مباراة لي مع الفريق.
- قال بعض المشككين أنك لن تقدر على مواصلة اللعب بعد إصابتك، ماذا هو رأيك وبماذا ترد عليهم؟
- ردي كان واضحاً في الملعب. أنا لست من الذين يحبون التكلم والرد على المنتقدين حيث أني لا أفكر فيهم أبداً. كنت أتابع التدريبات وأنتظرت الفرصة المناسبة للرجوع والحمدلله لا يوجد أي مشاكل الآن.
- لعبت 23 مباراة مع هامبورغ وسجلت هدفين، بينما في مباراة واحدة مع فرايبورغ سجلت هاتريك. هل سنرى المزيد من رضا في المباريات القادمة؟
- كل ما أتمناه هو أن أقدم مستوى جيد وأن أسجل المزيد من الأهداف. لذلك أتمنى الفوز دائماً مع فرايبورغ وتقديم مستوى رفيع في كل مباراة أشارك فيها. أتمنى من الله أن يبعدني عن الإصابات وعندها سيكون كل شيء في أحسن حال.
- كيف هي علاقتك مع مدرب فرايبورغ فولكر فينك ومع زملائك في الفريق؟
- علاقتي مع المدرب أكثر من رائعة. حيث أن المدرب يعاملنا نحن الشباب كإخوته ويوجه لنا النصح والإرشاد دائماً. هذه النصائح والإرشادات ستعود بالفائدة علينا في المستقبل. أما بالنسبة لزملائي في الفريق فهم أصدقائي وعلاقتي معهم جيدة في الملعب وخارجه. لا أريد أن أذكر اسم أحد منهم بالتحديد لأنهم كلهم رائعون.
- يلقبونك ب"اللبناني" على موقع فرايبورغ الرسمي على الإنترنت. ما رأيك؟ حيث أنك الآن تحمل مسؤولية كبيرة على عاتقك فأنت لا تمثل التضامن صور أو عائلة عنتر, ولكنك تمثل كل "لبناني".
- أفتخر بهذا الإسم حيث أنني أنتمي للبنان وهذا البلد له من الفضل علي الكثير. كما لا أنسى فضل البلد الذي تربيت فيها سيراليون.
- كيف هي علاقتك بالإعلام الألماني؟
- في ألمانيا يعاملوننا بكل احترام حيث أن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى هنا ويتم التركيز عليها بشكل كبير. ولكن كما هو حال الصحافة فعند تقديمك مستوى متواضع يتم انتقادك بشكل لاذع. أما إذا قدمت مستوى رائع فتتم الإشادة بك.
- لماذا تخلى هامبورغ عنك وكيف وصلت إلى فرايبورغ؟
- لم يتخلى عني هامبورغ. بل على العكس، فبعد إصابتي لم أكن مرتاح مع الفريق ولم يلتزم الفريق بشروط العقد لذلك فضلت ترك الفريق ووقعت لفرايبورغ. جاءتني عروض كثيرة ولكني فضلت فرايبورغ لأنه من الفرق التي استمتع بمشاهدتها وهو يلعب كرة جميلة وسهلة.
- فرايبورغ سيلعب مباراته المقبلة ضد فريقك السابق هامبورغ. كيف ستتعامل مع هذا الأمر وكيف سيكون شعورك حينما تقابل فريقك السابق وزملائك السابقين؟
- سيكون شعور مملوء بالمسؤولية خاصة أنني سألعب ضد زملائي السابقين. لذلك لن تكون مباراة سهلة أو صعبة وكل ما أتمناه الخروج بنتيجة جيدة من المباراة.
- كيف توصلت للعب في الدوري الألماني ومن هم الأشخاص الذين ساعدوك للاحتراف هناك؟
- هنالك بعض الأشخاص الذين مهدوا لي الطريق للعب في ألمانيا. أولهم الألماني ثيو بوكير مدرب لبنان السابق. فهو من أعز أصدقائي وكان يعاملني باحترام. لذلك أعتقد أن لبنان خسر الكثير بعدم التعاقد معه. هنالك أيضاً الرئيس السابق للتضامن صور الأستاذ علي أحمد. فعلاقتي معه أكثر من أخوية. لقد أعطاني الأستاذ علي الفرصة للإحتراف كما فعل مع العديد من اللاعبين. ولكن في نهاية الأمر، الأداء في الملعب هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة.
- كيف ترى مستقبلك في أوروبا؟
- حالياً كل تركيزي منصب على فرايبورغ. كل شيء جيد هنا وأنا مرتاح مع الفريق. لا يوجد شيء يأتي بسهولة وأعتقد أن الصعود يجب أن يكون درجة درجة. لا زلت صغيراً والمستقبل بإذن الله أمامي وكل ما أتمناه الإبتعاد عن الإصابات.
- هل تتابع أي أخبار عن كرة القدم اللبنانية؟
- عادة أنا لست من المتتبعين للمباريات. كنت أتابع في الماضي القليل من الأخبار عن أخي فيصل ولكن مع وجود الآن في خدمة العلم لم أعد أتابع كثيراً. كل الأخبار تأتيني من أصدقائي محمد رضا وبلال حاجو ويوسف محمد حيث أسألهم عن أداء التضامن صور و أولمبيك بيروت.
- لماذا لم تشارك مع منتخب لبنان الوطني بعد تعافيك من الإصابة؟
- لبنان بلدي أولاً وأخيراً ولكن بعد الأحداث التي حدثت في بطولة كأس العرب في الكويت، فضلت الابتعاد عن المنتخب الوطني. يوجد الكثير من الضغط النفسي في لبنان وكان هنالك الكثير من السهام الموجهة ضدي. لقد تم الاتصال بي عن طريق النادي للمشاركة في تصفيات كأس آسيا ولكن النادي رد على المسؤولين بأني غير جاهز حيث أنني كنت ولازلت أفكر في مستقبلي الكروي.
- هل هذا يعني أنك لن ترتدي قميص المنتخب اللبناني مرة أخرى؟
- حالياً أنا لا أفكر في المنتخب الوطني. كل ما أفكر فيه هو العودة إلى الملاعب واللعب مع فرايبورغ.
كيف كانت علاقتك مع مدرب منتخب لبنان السابق الفرنسي ريشارد تاردي؟
- إن علاقتي جيدة مع كل مدرب أتعامل معه. تاردي مدرب كبير توفق كثيراً مع المنتخب الأولمبي ولم يحالفه الحظ مع المنتخب الأول. أعتقد أن المسؤولية الأولى في الخروج من تصفيات كأس آسيا تقع على اللاعبين أنفسهم. يجب على اللاعبين التفكير بإيجابية وبعقلية جيدة وعندها يمكنهم حتى اللعب من دون أي مدرب. عندما كنت صغيراً تعلمت العقلية الإيجابية من اللاعبين الكبار. أهمهم كابتن منتخب لبنان جمال طه حيث أنه برأيي أفضل لاعب خط وسط لبناني رأيته. فهو كان يلعب بطريقة صحيحة ومحترفة فلقد كان يلعب مثل اللاعبين الأوروبيين. لذا أعتقد أن على اللاعبين الصغر التعلم من الكبار وأن يصححوا أخطائهم.
- ما رأيك في الإعلام الرياضي في لبنان؟
- من قال لك أن هنالك إعلام رياضي في لبنان. حيث أن الصحافة في لبنان بحاجة إلى الكثير. فاللاعب عند تقديمه مستويات سيئة أو عند إصابته يتم تجاهله كلياً كما حدث معي. وعندما يكون في القمة يتم التركيز عليه.
- كلمة أخيرة؟
- أود شكر لفوتبول آسيا على هذا الإهتمام. لقد كانت الأسئلة جميلة وأتمنى دائماً لكم التطور والإزدهار.
المصدر : فوتبول آسيا Football Asia
الصور : موقع فرايبورغ www.scfrieburg.com